December 14, 2023

الألم والفرصة

نحن الآن في لحظة مفعمة بالألم، ولكنها تنطوي أيضًا على فرصة للتغيير، لا يمكننا تفويتها. إنه أوان توسيع تأثيرنا لكي نتمكن من إطلاق صرختنا والمطالبة بدفع حل سياسي يفضي إلى حياة آمنة ومتساوية وكريمة للجميع. إنه أوان الانضمام إلى حركة “دولتان – وطن واحد” ودعمها.

يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون الآن أحلك الأيام في تاريخهم المشترك في هذه البلاد. ولكن – ورغم كل الحزن والغضب والألم – فنحن، مجموعة من الإسرائيليين والفلسطينيين، نبقى مخلصين لمشوارنا المشترك من أجل مستقبلنا ومستقبل أولادنا. نحن “دولتان – وطن واحد”، حركة من أشخاص يعون أن هناك طريقًا آخر، وأنه من الممكن العيش هنا معًا وعلى حدة، في دولتين مستقلتين تتشطران وطنًا واحدًا. ترتكز رؤيتنا على الاعتراف بانتماء الشعبين لهذا الوطن والإدراك بأنه فقط الشراكة والمساواة الشخصية والجماعية هي الضمان لحياة أفضل وأكثر أمانًا للجميع.

وفي هذه الأيام، حيث يتوهم الكثيرون من الجانبين أن النصر يعني هزيمة الجانب الآخر، تضحي حركتنا ورؤيتنا أكثر أهمية من أي وقت مضى. ترتكز مبادئنا بادئ ذي بدء على المصالح المشتركة للشعبين. إنها ليست معادلة صفرية، بل نصر للجانبين. وذلك انطلاقًا من أن التوافق المبني على المصالح والتطلعات العميقة لكلا الشعبين هو الأمر الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى حياة آمنة.

إن العمليات العسكرية غير المصحوبة باستراتيجية سياسية طويلة الأمد والسعي للحل السياسي، لم تثبت نفسها في الماضي ولن تؤدي إلى التغيير هذه المرة أيضًا. إن العنف ليس ولم ولن يكون السبيل لحل الصراع. الحرب وسفك الدماء ليسا قدرًا. لقد قُيِّض لنا العيش جنبًا إلى جنب ولن نوافق على العيش إلى الأبد على حد السيف.

إن نهاية الصراعات المريرة وطويلة الأمد تكون في التحالفات والاتفاقات، لذلك، لكي نمنع الحرب القادمة، علينا الانطلاق الآن في الطريق الذي سيقودنا إلى هناك. نحن نقدم أفقًا لحل مستدام يعتمد على الواقع المادي والسياسي والعاطفي للشعبين. في مواجهة اليأس نضع الأمل، وفي مواجهة محاولة إخضاع بعضنا البعض، نقدم شراكة المصالح والطموحات. الأمر يعتمد في المقام الأول علينا، نحن الإسرائيليون والفلسطينيون، اليهود والعرب، أبناء هذه البلاد. معًا يمكننا أن نبني، ومعًا يمكننا وعلينا تغيير القواعد التي تحكم واقعنا.